الاثنين، 28 سبتمبر 2009

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ


في إحد الدروس قيل لنا أنه عندما درس علماء النفس اسباب النجاح وجدوا أن الانسان الناجح هو منتخلو شخصيته مما يسمى بالــ ego أو بمعنى مبسط الغرور أو الأحساس بعلو الذات أو بالأنا
بقابل ناس كتير ولا أبرئ نفسي عندها مشكلة في الاعتراف بالخطأ ..وإذا أعترفت فعندها مشكلة أكبر في الأعتذار ناهينا عن التوقف عن الخطأ إن كان مستمرا أو حتى التسامح والعفو إن كان الخطأ صادر عن الآخر
أحسب جزء كبير من مشاكلنا عموما يرجع لتلك النقطة تلك الأنا ...فإذا رأى الانسان نفسه في قدرهاالطبيعي استقامت له الأمور
تعالوا لنرى أثنين متخاصمين يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
يحرص البعض عند حدوث مشكلة ما أن لا يبدأ بالسلام ..و قد تجد تلك الجملة "أأنت عايزني أنا ؟؟أنا؟ّ؟ّ!ّ!ّ!اللي أصالح مش ممكن طبعا" سبحان الله هل ترتفع نفسك إن بدأك الآخر بالسلام ؟؟؟!!!لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان : فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
يعني لو أخ ليك غلط فيك هايكون أكبر من غلطة قريب أبو بكر-مسطح بن أثاثة - في أبنته وأمنا السيدةعائشة رضي الله عنهم أجمعين في حادثة الأفك عندما خاض مع الذين خاضوا وكان أبو بكر رضي الله عنه ينفق عليه ..أعتقد مافيش أكبرمن كده ..ومع ذلك عندما حلف ألا ينفق على مسطح نزل قول الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "النور 22
فعاد إلى الإنفاق محبة في أن يغفر الله له رضي الله عنه
ألا نحب أن ننفق العفو بيننا محبة أن يغفر الله لنا
ولأن من صفات الذين يحبهم الله ألا يرفعوا من أنفسهم على المؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ المائدة 54
ومن صفاتهم أيضا الرحمة بينهم
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
." مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" الفتح 29
وبعدين تعالوا نفكر كده شوية أولا هو مين أنا يعني يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبرالراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم
فنشيل من نفسنا كلمة أنا دي ونخلينا في كلمة إخوة وونحاول نغلق على الشيطان مداخله بيننا
يقول تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينً"ا سورة الاسراء 54
الشيطان يحاول النزغ ما بينك وما بين عباد الله بعضهم وبعض لذا كان أوجب لهم أن يقولوا التي هي أحسن حتى يسدوا على الشيطان مداخله ..
وأخيرا حكاية حدثت أيام الرسول صلى الله عليه وسلم :
حدث أن تشاد أبو ذر الغفاري وبلال بن رباح رضي الله عنهما فقال له أبو ذر الغفاري يا ابن السوداءيعيره بأمه وكانت أمه أعجمية فشكاه بلال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال لي النبي صلي الله عليه وسلم ( يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية ، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم) أخرجه البخاري .فما كان من أبو ذر عندما صوبه النبي خطأه إلا أن وضع خده علي الأرض.. وقال لا أرفعه حتىيطأه بلال بقدمه علي مرأى ومسمع من الصحابة يا الله يضع وجهه تحت قدمي بلال لكي يسامحه لله دره
وما كان من رد فعل بلال المعير بأمه من قريب إلا أن عفا ونسى الخطأ في حقه.. وقال ما كانلي إن أطأ وجها سجد لله.
لله درهم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك